كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



59- ثم قال جل وعز: {إن ربي على صراط مستقيم} (آية 56) قال مجاهد أي على الحق أي يجزي المحسن بإحسانه والمسئ بإساءته لا يظلم أحدا ولا يقبل إلا الإيمان به قال أبو جعفر والصراط في اللغة المنهاج الواضح.
والمعنى أن الله جل ثناؤه وإن كان يقدر على كل شيء فإنه لا يأخذهم إلا بالحق.
60- وقوله جل وعز: {ولا تضرونه شيئا} (آية 57) أي لا تقدرون له على ضرره إذا أراد إهلاككم وقيل لا يضره هلاككم إذا أهلككم أي لا تنقصونه شيئا لأنه سواء عنده أكنتم أم لم تكونوا.
61- ثم قال جل وعز: {إن ربي على كل شيء حفيظ} (آية 57) أي يحفظني من أن ينالني بسوء.
62- وقوله جل وعز: {واتبعوا أمر كل جبار عنيد} (آية 59) العنيد والعنود والعاند المدافع بغير حق.
63- ثم قال جل وعز: {وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة} (آية 60) أي والحقوا ومعنى فما تزيدونني غير تخسير غير تخسير لكم إذا ازددتم كفرا.
64- وقوله جل وعز: {ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية} (آية 64) يروى أنها خرجت من صخرة.
65- وقوله جل وعز: {فيأخذكم عذاب قريب} (آية 64) أي قريب ممن مسها.
66- وقوله جل وعز: {فاصبحوا في ديارهم جاثمين} (آية 67) قال قتادة أي ميتين.
67- وقوله جل وعز: {كأن لم يغنوا فيها} (آية 68) قال قتادة أي كأن لم يعيشوا فيها قال الأصمعي المغاني المنازل قال غيره غنيت بالمكان إذا نزلت به والمعنى كأن لن يقيموا فيها في سرور وغبطة.
68- وقوله جل وعز: {ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى} (آية 69) أي بالبشرى بالولد.
69- ثم قال جل وعز: {قالوا سلاما قال سلام} (آية 69) ويقرأ قال سلم قال الفراء سلم وسلام واحد كما يقال حل وحلال.
70- ثم قال جل وعز: {فما لبثت أن جاء بعجل حنيذ} (آية 69) روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس أنه قال هو النضيج وكذلك قال قتادة وقال الضحاك هو الموقد عليه حتى ينضج وقول أبو عبيدة حينذ بمعنى محنوذ أي مشوي يقال حنذت فرسي أي عرقته والمعنى فما ابطأ إذ تضيفوه بأن جاءهم بعجل ثم حذف الباء من أن وقيل الرسل جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام بالبشرى البشارة بإسحاق وقيل البشارة بهلاك قوم لوط.
71- وقوله جل وعز: {فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم} (آية 70)، يقال نكر وأنكر واستنكر بمعنى قال قتادة كان الضيف إذا نزل ولم يأكل رأوا أنه لم يأت بخير وأنه قد أتى بشر.
72- ثم قال جل وعز: {وأوجس منهم خيفة} (آية 70) أي أضمر قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط أي أرسلنا بالعذاب وامرأته قائمة وهو قاعد.
73- وقوله تعالى: {فضحكت فبشرنا ها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} (آية 71) فيه أقوال أحسنها انهح صلى الله عليه وسلم لما لم يأكلوا نكرهم وخافهم فلما قالوا لا تخف وخبروه أنهم رسل فرح بذلك فضحكت امرأته سرورا بفرحه وروى الفراء أن بعض المفسرين قال المعنى فبشرناهم بإسحاق فضحكت قال أبو جعفر وهذا القول لا يصح لأن التقديم والتأخير لا يكون في الفاء وقيل فضحكت فحاضت وهذا قول لا يعرف ولا يصح وقيل إنها كانت قالت له أحسب أن هؤلاء القوم سينزل بهم عذاب فضم لوطا إليك فلما جاء الرسل بما قالته سرت به فضحكت وهذا إن صح إسناد فهو حسن وقال قتادة ضحكت من غفلة القوم وقد أتاهم العذاب.
74- وقوله جل وعز: {ومن وراء إسحاق يعقوب} (آية 71) قال الشعبي الوراء ولد الولد.
وقال بعض أهل النظر في هذا دليل على أن إسماعيل هو الذبيح لأنها بشرت بانها تعيش حتى يولد إسحاق وحتى يولد لإسحاق يعقوب وكيف يؤمر بذبحه وقد بشرت بان يولد له.
75- وقوله جل وعز: {قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا} (آية 72) قال الفراء يروى أنه كان لها حين بشرت ثمان وتسعون سنة وإبراهيم أكبر منها بسنة.
76- وقوله جل وعز: {فلما ذهب عن إبراهيم الروع} (آية 74) قال قتادة أي الفزع وقوله جل وعز: {وجاءته البشرى} (آية 74) قال قتادة بشروه بأنهم إنما أتوا بالعذاب إلى قوم لوط وأنه لا يخاف قال معمر وقال غير قتادة بشروه بإسحاق.
وروى حميد بن هلال عن جندب عن حذيفة قال المجادلة هاهنا أنه قال لهم أرأيتم إن كان فيهم خمسون من المسلمين أتهلكونهم قالوا لا قال فإن كان فيهم أربعون قالوا لا قال فإن كان فيهم ثلاثون قالوا لا قال فإن كان فيهم عشرون قالوا لا قال فإن كان فيهم عشرة أو خمسة شك حميد قالوا لا قال قتادة نحوا منه قال فقال يعني إبراهيم قوم ليس فيهم عشر من المسلمين لا خير فيهم قال عبد الرحمن بن سمرة كانوا اربعمائة الف.
77- وقوله جل وعز: {ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم} (آية 77) أي ساءه مجيئهم لما يعرف من قومه وروي أنهم أتوه واستضافوه إذا فقام معهم وكانوا قد أمروا أن لا يهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط ثلاث شهادات فقال لهم إن قومي شر خلق الله ثلاث مرات.
78- ثم قال جل وعز: {وضاق بهم ذرعا} (آية 77) قال أبو العباس يقال ضقت بالأمر ذرعا إذا لم تجد في قدرتك القيام به وهو مأخوذ من الذراع لأن فيها القوة.
79- ثم قال جل وعز: {وقال هذا يوم عصيب} (آية 77) قال مجاهد أي شديد وذلك يعرف في اللغة يقال وذلك يعرف في اللغة يقال عصيب وعصبصب للشديد المنكر.
80- وقوله جل وعز: {وجاءه قومه يهرعون إليه} (آية 78) قال ابن عباس أي يسرعون وقال مجاهد يهرولون في المشي وقال أهل اللغة يقال أهرع إذا جاء مسرعا وكان مع ذلك يرعد.
81- وقوله جل وعز: {قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم} (آية 78) فيه أقوال أحسنها قول مجاهد قال يريد نساء أمته ويقوة فقال قول الله جل وعز: {وأزواجه أمهاتهم} ويروى أن أبي بن كعب وابن مسعود قرءا وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم وقيل المعنى هؤلاء بناتي إن اسلمتم وقيل كان في ملتهم جائز أن يتزوج الكافر المسلمة وقال عكرمة لم يعرض عليهم بناته ولا بنات أمته وإنما قال لهم هذا لينصرفوا.
82- وقوله جل وعز: {قال لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد} (آية 80) قال مجاهد يعني العشيرة. 83- وقوله جل وعز: {فأسر بأهلك بقطع من الليل} (آية 81).
قال قتادة أي بطائفة من الليل يقال سرى واسري إذا سار بالليل فإن قيل السرى لا يكون إلا بالليل فما معنى بقطع من الليل فالجواب أنه لو لم يقل بقطع من الليل جاز أن يكون أوله.
84- وقوله جل وعز: {ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك} (آية 81) المعنى فاسر بأهلك إلا امرأتك ويروى أنها في بعض القراءات كذا وقرأ أبو عمرو إلا امرأتك بالرفع.
85- وقوله جل وعز: {وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل} (آية 82) فيه أقوال قال مجاهد هو بالفارسية أي أولها حجارة وآخرها طين وقال قتادة أي من طين وقال أبو جعفر وهذان القولان حسنان وإنما ذهب مجاهد إلى أن أصله بالفارسية ثم أعرب قال أبو جعفر وإنما استحسناه لأنه قال في موضع آخر حجارة من طين قال أبو عبيدة السجيل الشديد وأنشد:
ضربا تواصى بها الأبطال

أي سجينا ورد عليه هذا القول عبد الله بن مسلم وقال هذا سجين وذاك سجيل وكيف يستشهد به قال أبو جعفر وهذا الرد لا يلزم لأن أبا عبيدة ذهب إلى أن اللام بدل من النون لقرب إحداهما من الأخرى وقول أبي عبيدة يرد من جهة أخرى وهي أنه لو كان على قوله لكان حجارة سجيلا لأنه لا يقال حجارة من شديد لأن شديدا نعت وقوله جل وعز: {منضود} أي بعضه يعلو بعضا يقال نضدت المتاع واللبن إذا جعلت بعضه على بعض فهو منضود ونضيد قال الشاعر:
خلت سبيل أتي كان يحبسه ** ورفعته إلى السجفين فالنضد

ويقال سجيل من قولهم أسجلت إذا أعطيت ويقال هو من السجل كأنه مما كتب عليهم وقدر أن يصيبهم قال أبو جعفر وأبو إسحاق يستحسن هذا القول قال ويدل عليه قوله تعالى: {إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم} وسجين وسجيل واحد.
86- وقوله جل ذكره: {مسومة عند ربك} (آية 83) قال مجاهد أي معلمة قال أبو جعفر ويقال سومت الشيء إذا علمته ويروى أنه كان عليها أمثال الخواتيم وقال الحسن معلمة وفيها دليل أنها ليست من حجارة الدنيا وانها مما عذب به ويقال سومت الشيء إذا أرسلته إرسالا إلا أنه لم يقل هذا في هذا الحرف.
87- ثم قال جل وعز: {وما هي من الظالمين ببعيد} (آية 83) قال مجاهد يرهب بهذا قريشا وقال غيره المعنى من ظالمي هذه الأمة قال أبو جعفر والقولان يرجعان إلى معنى واحد وقيل وما هي ممن عمل قوم لوط ببعيد.
88- وقوله جل وعز: {وإلى مدين أخاهم شعيبا} (آية 84).
المعنى وإلى أهل مدين وقوله تعالى: {ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير} (آية 84) قال الحسن كان سعرهم رخيصا والذي توجه اللغة أن يكون عاما.
89- وقوله جل وعز: {بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين} (آية 86) قال الحسن حظكم من الله جل وعز، قال مجاهد أي طاعة الله قال أبو جعفر والمعنى ما يبقي له ثوابه.
90- وقوله جل وعز: {قالوا يا شعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا} (آية 87) قال سفيان عن الأعمش أي قراءتك ودل بهذا على أنهم كانوا كفارا ثم قال أن أو نفعل في أموالنا ما نشاء روي عن زيد بن أسلم أنه قال كان مما نهاهم عنه حذف الدراهم وقيل معنى أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إذا تراضينا فيما بيننا بالبخس فلم تمنعنا منه قال أبو جعفر قال أبو إسحاق معنى إنك لأنت الحليم الرشيد على السخرية وقال غيره معناه إنك لأنت الحليم الرشيد عند نفسك.
91- وقوله جل وعز: {قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا} (آية 88) قيل حلالا وقيل ما وفق له من الطاعة.
92- ثم قال جل وعز: {وما أريد ان أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} (آية 88) قال قتادة أي ليس أنهاكم عن شيء وأركبه ومعنى وإليه أنيب وإليه أرجع.
93- وقوله جل وعز: {ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي} (آية 89) قال قتادة أي لا يحملنكم قال أبو جعفر والشقاق في اللغة العداوة كأنه يصير في شق غير شقه.
94- وقوله جل وعز: {وما قوم لوط منكم ببعيد} (آية 89) يقال إن أقرب إلإهلاكات ثنا التي عرفوها إهلاك قوم لوط أي فالعظة به لكم فيها بينة بقربه منكم.
95- وقوله جل وعز: {قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا} (آية 91) قال سفيان بلغنا أنه كان مصابا ببصره قال أبو جعفر وحكى أهل اللغة ان حمير تقول للأعمى ضعيف أي قد ضعف بذهاب بصره كما يقال له ضرير أي قد ضر بذهاب بصره كما يقال مكفوف أي قد كف عن النظر بذهاب بصر.
96- وقوله جل وعز: {ولولا رهطك لرجمناك} (آية 91) أي ولولا عشيرتك لقتلناك بالرجم قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله أي أنتم تزعمون أنكم تتركون قتلي من أجل عشيرتي ولا تخافون من الله جل وعز. في ردكم أمره ويقال إن رهطه كانوا على ملتهم فلذلك أظهروا الميل إليهم.
97- وقوله جل وعز: {واتخذتموه وراءكم ظهريا} (آية 92) قال مجاهد أي تركتم ما جئتكم به.
قال أهل اللغة المعنى واتخذتم أمر الله وراءكم ظهريا يقال اتخذته ظهريا وجعلت حاجته بظهر أي إذا لم تعن بذلك.
98- وقوله جل وعز: {وأخذت الذين ظلموا الصيحة} (آية 93) يروى ان جبرائيل صلى الله عليه وسلم صاح بهم صيحة فماتوا أجمعون وبين هذا قوله تعالى: {فأصبحوا في ديارهم جاثمين} أي ميتين لا حراك لهم.
99- ثم قال جل وعز: {كأن لم يغنوا فيها} (آية 94) قال قتادة أي كان لم يعيشوا فيها قال أبو جعفر وقد ذكرناه فيما تقدم وهو مأخوذ من الصوت لأنه إنما يقال مغنى للمنزل إذا كان أهله فيه.
100- ثم قال جل وعز: {ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود} (آية 95) يقال بعد يبعد إذا هلك ومن النأي بعد يبعد.
101- وقوله جل وعز: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين} (آية 96) السلطان الحجة ومن هذا قيل للوالي سلطان لأنه حجة الله جل وعز في الأرض ويقال إنه مأخوذ من السليط وهو ما يضاء به.
102- وقوله جل وعز: {ويوم القيامة بئس الرفد المرفود} (آية 99) قال مجاهد زيدوا لعنة يوم القيامة قال أبو جعفر والرفد في اللغة المعونة والأعطاء والمعنى الذي يقوم لهم مقام المعونة اللعن والتقدير بئس الرفد رفد المرفود.
103- وقوله جل وعز: {ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد} (آية 100) قال قتادة القائم ما كان خاويا على عروشه والحصيد ما لا اثر له.
104- وقوله جل وعز: {وما زادوهم غير تتبيب} (آية 101) قال مجاهد وقتادة غير تخسير قال أبو جعفر وكذلك هو عند أهل اللغة ومنه تبت يدا أبي لهب.
105- وقوله جل وعز: {يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذن} (آية 105) وقد قال في موضع آخر واقبل بعضهم على بعض يتساءلون ففي هذا جوابان أحدهما أنه مثل قوله هذا يوم لا ينطقون والمعنى لا ينطقون بحجة لهم كما يقال لمن تكلم كثيرا بغير حجة بينة لم يأت بشئ ولم يتكلم بشئ والجواب الآخر أن ذلك اليوم فيه أهوال وشدائد فمرة يمنعون من الكلام ومرة يؤذن لهم فعلى هذا لا تكلم نفس إلا بإذنه.
106- وقوله جل وعز: {فمنهم شقي وسعيد} (آية 105) روى عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر عن عمر قال لما نزلت فمنهم شقي وسعيد قلت يا رسول الله فعلام نعمل أعلى شيء قد فرغ منه أم على شيء لم يفرغ منه قال بلى على شيء قد فرغ منه يا عمر وجرت به الأقلام ولكن كل ميسر لما خلق له.
107- وقوله جل وعز: {فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك} (آية 107) في هذا أجوبة منها أن العرب خوطبت على ما تعرف وتستعمل وهم يقولون لا أكلمك ما اختلف الليل والنهار وما دامت السماوات والأرض يريدون بذلك الأبد ويكون معنى إلا ما شاء ربك سوى ما شاء ربك من زيادة أهل النار في العذاب وأهل الجنة في النعيم وقد صح أنهم يزادون روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قال الله جل وعز: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر بله ما أطلعتم» ثم قرأ أبو هريرة: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} وقيل معنى إلا معنى سوى ايضا إلا أن المعنى سوى ما شاء ربك من الزيادة في الخلود وهذان قولان حسنان لأنه معروف في اللغة أن يقال لك عندي كذا وكذا إلا كذا وسوى كذا وغير كذا وحكى سيبويه لو كان معي رجل إلا زيد فهذا بمعنى سوى وغير وحكى الكوفيون لك عندي الف إلا ألفين ويعبر عن إلا في مثل هذا أنها بمعنى سوى وغير ولكن والمعاني متقاربة وقيل هذا استثناء لأنهم يقيمون في قبورهم فالمعنى على هذا إلا ما شاء ربك من مقامهم في قبورهم وقيل هذا استثناء لأن قوما من الموحدين يدخلون النار ثم تخرجون منها فالمعنى على هذا خالدين في النار ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك من إخراج من شاء برحمته وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وقال جابر بن عبد الله في قوله عز وجل: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} إنه الشفاعة ويكون المعنى في أهل الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك من دخول قوم النار وخروجهم إلى الجنة حدثنا أحمد بن محمد الأزدي قال حدثنا أحمد بن داود بن موسى البصري المعروف بالمكي قال نا شيبان بن فروخ قال نا أبو هلال قال نا قتادة في هذه الآية وأما الذين شقوا ففي النار إلى قوله فعال لما يريد فقال عند هذا حدثنا أنس ابن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يخرج قوم من النار قال قتادة لا نقول كما يقول أهل حروراء وقيل في هذا قول خامس وهو أن المعنى خالدين فيها أبدا ثم قال: {إلا ما شاء ربك} فخاطبهم على ما يعرفون من الاستثناء ورد الأمر إلى الله جل جلاله كما قال تعالى: {لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين} وقد بين هذا بقوله عطاء غير مجذوذ قال مجاهد أي غير مقطوع قال أبو جعفر وذلك معروف في اللغة يقال جذذت الشيء أي قطعته وقد قيل في هذه الآية قول سادس يكون الاستثناء لمقامهم في عرصة القيامة وقال قتادة تبدل هذه السماء وهذه الأرض فالمعنى خالدين فيها ما دامت تلمك هذا السماء وتلك الأرض المبدلتان ثم من هاتين.